المكان دوار "الهنايدية"، الزمان السّبت الثّاني والعشرون من مارس سنة1952 .الوالد الذي لم يتجاوز سنّه السّادسة والعشرين مستلق على العشب مع بعض شباب "الدوار" يتمتّع بشمس منتصف النّهار حين نادت إحداهنّ أن أبشر يا طاهر. فاطمة أنجبت توأمين ذكرين. في تلك اللّحظة اغرورقت عيناه دموعا ،كيف لا وقد عاش وحيدا بين أربع أخوات هو أكبرهنّ وهاهو يرزق بولدين جديدين  الحسن والحسين بعد محمّد وعلي. قبيل ذلك المشهد وغير بعيد في منزل بسيط مطلّ على نهر مجردة أُحضِرَت الجدّة محبوبة "قابلة الدّوار" على عجل  فكانت ولادة طفل أوّل ،بهيّ الطّلعة، يسيرة . فوجئت بعدها بمولود ثان فصاحت : "اخرجي مَاطُمْ راسك " أجابتها عمّة المولودين منّانة وهي التي فقدت طفلها عبد الحميد منذ مدّة وجيزة:" أعطوها لي نربّيها " والحال أنّ الجدّة محبوبة تعرّفت على جنس المولود  ولكنّها قصدت حماية الأمّ من العين. بعد ذلك وكالعادة جاء دور البغريرة و اللّكلوكة والكسكسي...العمّة منّانة كان لها ما أرادت فأوكلت لها مهمّة تربية الحسين فاشترت له عنزة مالطية لتأمين رضاعته ولكنّ عمليّة التّبنّي تأخّرت نظرا لتواجد زوجها العريف أحمد الغزواني بالهند الصّينية فيتنام حاليا  . بقية الحكاية وفاة حسن بعد سبعة أشهر وعودة حسين إلى مكانه الطبيعي تحت إسم حسن الغربي وكلّ عام وأنتم بخير